سيرة أستاذ جامعي في العراق: د مهدي العاني نموذجاً

 طلب مني الأستاذ مهدي العاني أن أساعده بمراقبة الطلاب أتناء أداءهم امتحان فصلي لانه صف مدرج وواسع من الصعب السيطرة عليهم. وافقت على ذلك بترحاب. ذهبت معه إلى أحد صفوف السنة الأولى اقتصاد حيث يحاضر فيها الأستاذ مهدي مادة مبادئ الاقتصاد. وزع عليهم الأسئلة وبدأ الطلاب بالإجابة كالمعتاد. لفت نظري ان احد الطلاب في منتصف المدرج تقريبا يحاول الغِشّ من زميله المجاور. ذهبت اليه وبمنتهى الهدوء طلبت منه ان لا يفعل ذلك وان يركز نظره على ورقة إجابته فقط. طبعاً أستاذ مهدي لاحظ ذلك من موقعه في مقدمة الصف خلف منصة إلقاء المحاضرة. كان هذا الطالب مصمماً وبشكل واضح وعلني في سعيه بالغش عن طريق أخذ المعلومات من زميله المجاور. وبما أني لم أكن أستاذه المباشر قررت ان أنبهه مرة ثانية بدل من إخراجه من الصف.

مهدي العاني وعلى يمينه تقي العاني اثناء حضورهم نقاش
رسالتي للحصول على شهادة الماجستير في ادارة الأعمال

عبد الجبار عبد الله.jpg

الدكتور عبد الجبار عبد الله
رئيس جامعة بغداد
1959-1963 

لم يفهم الطالب جدية الموضوع وتصور أن التحذير سيبقى تحذيراً. طبعاً في هذه المرحلة ركز عليه أستاذ مهدي، وحينما رَآه يغش للمرة الثالثة طلب منه ان يسلم ورقته الامتحانية ويترك القاعة. وحينما رفض الطالب ذلك، صاح عليه أستاذ مهدي بأعلى صوته بأن يترك الصف. نزل الطالب من المدرج وقبل ان يخرج قال بعصبية وأسلوب تهديدي: 

“سأذهب إلى الاتحاد اللي يحميني منك واشتكي عليك”

وللأسف أجابه أستاذ مهدي بانفعال حاد:

“اطلع خره عليك وعلى الاتحاد”

قنبلة رماها الطالب المتهور، رد عليه الأستاذ بقنبلة مدوية اتعس منها. كلمات خرجت من فمه دون تفكير بالعواقب الوخيمة المترتبة على مَسبت “الاتحاد الوطني لطلبة العراق” وهو المنظمة الطلابية الرسمية وجناح من الأجنحة المهمة لحزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الحاكم الذي يسيطر على السلطة بيد من حديد. كان وقع هاتين القنبلتين في عام 1977 على القاعة التي تحوي على حوالي ثمانين طالب وطالبة معظمهم على الأغلب منتسبين للاتحاد ولحزب البعث، همهمة مدوية أعقبها سكون مخيف وتوجس مذهل.

 نزلت من اعلى المدرج إلى أسفله حيث منصة ألإلقاء التي يحتمي خلفها الأستاذ مهدي. قلت له: ماذا فعلت؟ قال: “أكلت خره”. قلت: ماذا ستفعل؟ قال: لا ادري. فكرت سريعاً، وقلت له: حسناً، ليس أمامك سوى إنكار ما قلت وسوف اشهد بذلك. قال: ولكن سمعني كل الطلاب. أجبته بقوليً المشهور: “كلهم بكف وانا بكف”. قال: كيف؟ قلت: لا عليك. كل ما أريدك أن تقوله انك قلت خره عليك وعلى أليحميك. اخبرته من اني مضطر للخروج فوراً كي ارتب الأمور قبل فوات الأوان. خرجت من الصف ابحث عن زميل وصديق لديه نفوذ لدى الاتحاد والحزب، الذي نعتمد عليه في الشدائد والملمات. وحينما عثرت عليه أخبرته بمنتهى الصراحة في الموضوع، وقلت له اريد مساعدتك كي ننقذ أستاذ مهدي. قال: كيف؟ قلت: دعني أتصرف معتمداً على أساندك لي، طبعاً بيني وبين الزميل صداقة متينة عابرة للالتزامات السياسية. وبينما كنا نفكر كيف سنعالج الموضوع، بدأ طلبة الأستاذ مهدي يخرجون من الصف متجمعين حول رئيس الاتحاد عبد الكريم، وهو احد طلابي في السنة السابقة ومن الطلاب المعقولين جداً في تصرفاتهم. كان الطلاب متذمرين جداً من أستاذ مهدي لأنه أهان اتحادهم.

طلبت من عبد الكريم رئيس الاتحاد أن أكلمه، الذي وافق احتراماً وخجلاً. جلسنا أنا وهو وصديق الأسناد في غرفة الأساتذة. أبلغته من أني كنت مع أستاذ مهدي في القاعة والموضوع ليس كما صوره له الطلاب. أجابني: أستاذ كل طلاب الصف يقولون إن الأستاذ سب الاتحاد. وبعد أخذ ورد أقنعته ان نستدعي الطلاب انفراداً ونستفسر منهم ما حدث. بدأ الطلاب يدخلون تباعاً الواحد بعد الآخر. كنت اركز في أسئلتي هل لاحظوا كم مرة حذرت الطالب؟ قالوا نعم، وكيف أنه تحدي ألأستاذ وهدده؟ قالوا نعم. إلا أني حينما أقول أني سمعت أستاذ مهدي يقول “خره عليك وعلى الذي يحميك” يقولون كلا قال: ” خره عليك وعلى الاتحاد”. بعد ان اكتفينا بالشهود سألت عبد الكريم: ما الذي تريد ان تفعله؟ قال: أنا رئيس الاتحاد ولايمكن أن أتسامح مع شخص يسب الاتحاد مهما كان ولا بد لي من ان ارفع تقرير بذلك.  قلت له كريم كل الحق معك، وأنا أرى من الضروري أن يعتذر أستاذ مهدي في نفس الصف وبحضورك أنت شخصياً. أجابني ان هذا لا يكفي وان الموضوع قد خرج من يديه وان كل الطلاب سوف يكتبون التقاريرعما حدث. قلت بصراحة كريم ان عدد الأساتذة العراقيين هو اقل من الأساتذة المصريين. وان لدينا مشكلة، حيث ان الأساتذة المصريين بالرغْم من جدارتهم العلمية إلا إن الامتحانات منفلتة في صفوفهم. ونحن الأساتذة العراقيين لا نسمح بالانفلات والغش. وحينما نمسك احدهم متلبسا يهددنا بالاتحاد. ودعني أسألك هل ان الاتحاد فعلا سوف يقف إلى جانب الطالب الغشاش ضد الأستاذ الذي يحترم مهنته؟ أني أرى انه بعد ان يعتذر أستاذ مهدي تتحدث أنت بعده وتبلغ الطلبة من ان للاستاذ الحق في محاسبة الطالب الذي يسعى للنجاح عن طريق الغِشّ وانه لا يمكن للاتحاد أن يسند هذا النوع من الطلاب. 

وعلى الرغم من هدوء وعدم كلام صديق الأسناد كثيرا إلا أن وجوده معي قد منحني زخم وثقة في الكلام. تأمل عبد الكريم قليلا ووافق على هذا الحل. تنفست الصعداء وذهبت لغرفة اساتذة قسم الاقتصاد وأبلغت أستاذ مهدي بالإنجاز العظيم. كان رد فعله غريبا من انه لا يريد الاعتذار وانه على حق والطالب “داس في بطنه”. وعلى الرغم من تقديري واعتزازي بموقفه الشجاع إلا اني توسلت اليه واقنعته ان يتقبل الحل وإلا ستكون النتائج ربما وخيمة وغير محمودة. اتفقنا على يوم الاعتذار بحضور رئيس الاتحاد. جاءني بعد ذلك عبد الكريم وقال لي ان أستاذ مهدي لم يعتذر بشكل واضح. أجبته من أني متيقِّن من انه ندم على ما قال ولكنك لا ترد أن تذله أمام طلبته اكثر من ذلك. طبعاً كنا جمعياً نتوجس الخوف لأيام واسابيع من ان هذا الحدث سوف يأخذ مجرى آخر.

مرت الأعوام وسألت عنه الزميل حمزة الشمخي فقال لي للأسف الشديد ان الدكتور مهدي صالح العاني الذي اكمل الدكتوراه في الاقتصاد من بولونيا وعاد للوطن لخدمته، قد اغتيل في شهر أيار من عام 2007 وكان من ضحايا العنف الطائفي اللعين الذي شهده العراق بعد عام 2003، والذي شهدته الجامعة ألمستنصريه بشكل مكثف في الأعوام 2007/2005. كان الأستاذ مهدي صالح العاني من الدفعة الأولى لخرجي ماجستير اقتصاد، جامعة بغداد عام 1975. تعين عضواً في الهيئة التدريسية مع مجموعة شابة من دفعته هم فوزي العاني وأوس وتقي العاني وفليح الغري. كانوا مجموعة من المخلصين في عملهم ارادوا خدمة وطنهم، ولكن بدلاً من ان يحترموا ويقيموا، دفعوا ثمناً غالياً وصل حد التضحية القسوى. وللأسف الشديد فإن العلماء والأطباء والمهندسين والمثقفين والأقتصاديين والتكنوقراط دائماً يستهدفون بالفصل او ألاعتقال أو القتل كلما حدث تغيير سياسي في العراق. ومن سلم منهم او افرج عنه اضطر الى مغادرة العراق خوفاً من العقاب الذي لا نهاية له. ولنا في قصة عالم العلماء الفيزيائي ورئيس جامعة بغداد المحترم والمقدر محليا ودوليا البروفيسور عبد الجبار عبد الله، وما تعرض له من سجن وإهانة وتعذيب على ايدي حركة 8 شباط 1963 خير مثال ونموذج لما يمكن ان يحصل لكل عالم او طبيب او مهندس يعود لوطنه كي يخدمه. ولهذا السبب تجد افضل الكفاءات العلمية العراقية موزعة على أنحاء دول العالم في إنكلترا وأمريكا وأوربا واليمن وليبيا والجزائر والأردن وكافة الدول الأخرى.  وفي اعتقادي ان اضطهاد الكفاءات هو من بين الأسباب الرئيسة لتدهورالحضارة والوصول إلى ما نحن عليه اليوم.

محمد حسين النجفي

www.mhalnajafi.org

#الجامعة_المستنصرية    #الدكتور_مهدي_صالح_العاني      #عبد_الجبار_عبد_الله      #التعليم_العالي    #العراق       #محمد_حسين_النجفي

روابط ذات علاقة:

http://اغتيال واختطاف اساتذة جامعيين في العراق

http://عبد الجبار عبد الله

22 Comments on “سيرة أستاذ جامعي في العراق: د مهدي العاني نموذجاً

  1. استاذ محمد الغالي
    الشكر الجزيل لجنابكم الكريم على هذا السرد الجميل وحقيقة انا جداً ممتن واشعر بالفخر بعد قراءة هذه المقالة كوني الابن البكر للشهيد الراحل

    • عزيزي وابن العزيز الراحل
      يحق لك ولعائلتكم الكريمة ولكل العراقيين الشرفاء أن تكونوا فخوريين بالشهيد الذي قتل غدراً كي تزداد النُّعَرَة الطائفية ألمقيته ويتراجع الوطن اكثر نحو الهاوية. لتبقى ذكراه شعلة للثقافة الإنسانية ضد الطائفية والعنصرية وغيرها من الأطروحات التي تمزق الشعوب

    • السلام عليكم, جميع طلبة الادارة والاقتصاد يفتخرون بأبيك رحمه الله وانا منهم الذي فاض علية بفضلة واخلاقة وعلمة بين عامي 1993 و 1994
      رحمة الله وادخلة فسيح جناتة

  2. قصة جميلة و تبعث على الفخر و الاعتزاز
    الشهيد الدكتور يكون عمي -رحمه الله- و للتصحيح: فأنه حصل على الدكتوراه من بولندا وليس رومانيا
    و استشهد في الشهر الخامس من عام 2007 حيث تم استدعاؤه في كمين من عميد الكلية (والله اعلم) لالقاء محاضرة و اصر على حضوره وعند خروجه تم اختطافه و فقدنا اثره لأكثر
    من اسبوعين عثر بعدها على جثته في الطب العدلي حيث ظهرت عليها اثار تعذيب

    • عزيزي الأخ يوسف
      تحية لك والف رحمة على روح عمك ضحية الطائفية المقية التي استفحلت وانفلتت حتى راح ضحيتها شبابا من كل الأعمار والمهن والأديان والطوائف والعقائد السياسية. انما اكتب هذه الذكريات كي تكون ردعا معنويا ضد العنف الذي تعاني منه البشرية في كل مكان وعبر كل العصور. عمك كان زميلي في الدراسات العليا وفي التدريس. انسان وطني مخلص ذكي وشجاح.
      لقد صححت ما ورد في اضافتك. ارجوا ان تنشرها لبقية افراد العائلة المحترمين

  3. القصة ذكرتني بقصة اسوأ منها كثيرا لنفس العهد وهي قصة استاذ الاقتصاد الدكتور طالب البغدادي الذي ولله الحمد مازال حيا يرزق ، اذ انه عندما كان يدرس سأله احد طلابه واعتقد ان السؤال كان مكيدة ، عن صحة اقوال صدام حسين ( من لايعمل لايأكل ) فاجابه الدكتور طالب بعلمية ان هذا القول غير صحيح علميا كون ان هناك قطاعات واسعة من المجتمع لاتعمل او تنتج لكن المجتمع ملزم باعالتها مثل الاطفال والعجائز …. الخ فما كان من طلبة السوء كما اسميهم وهم كتبة التقارير الا ان كتبوا عن الواقعة فكان مصيره الفصل والاعتقال …… وانا ايضا للاسف شهدت شخصيا قصة مماثلة عندما انبرى احد زملائي عندما كنت طالبا في كلية العلوم السياسية بالثمانينات للاجابة بتمكن ومعلومات غزيرة عن طبيعة النظام الايراني وتركيبته وفكره السياسي في درس استاذنا المرحوم الدكتور حسين الجميلي والموسوم ( النظامان السياسيان لدولتي تركيا وايران ) فما كان من احد كتبة التقارير في الصف الا ان دبج فيه مقالا ظهر اثره بعد ذلك بسنتين وتم اعتقال زميلي الذي تعرض لصنوف العذاب في المعتقل كما روى لي لاحقا لكنه ايضا تمكن من النجاة واطلق سراحه بعد عدة سنوات بعدما ثبتت براءته واستطاع لاحقا اكمال دراسته وهو اليوم احد اساتذة كليته التي اعتقل بها رغما عن كل الذين ارادوا له النهاية

    • اخي العزيز قصة الدكتور طالب البغدادي معروفة جدا. الا ان هناك العديد من القصص ومن الطلاب والأساتذة الذين اختفوا لمجرد ابداء رائ بسيط. هناك الكثير الكثير من الماسي التي يجب ان تروى وتوثق لتكون ضمن الذاكرةالمجتمعية. شكرًا لاضافتك القيمةواهتمامك

    • عزيزي الناصر دريد
      نعم اعلم بقصة طالب البغدادي والعديد من الأساتذة والطلاب الذين اضطهدوا وفي كل العصور حتى يومنا هذا. ما علينا إلا إضافة هذه المعلومات للذاكرة المجتمعية كي لا نبالغ في تصورات الزمن الجميل

  4. اخي ابا عامر إنما سطرته هو نفحات راءعا مشتركه من طيات ذاكره جيلنا والذي اعتبره الحلقه المهمه المفقودة في المجتمع العراقي الحالي. فهذه الشريحة المجتمعيه تعايشت مع العهد الملكي الراءع ثم الجمهوري الوطني مرورا بالعهد الفاشي الدموي الطويل حتى هذا الوقت. مع كل الأسف ألفءه المثقفة والراءده من هذه الحلقه المجتمعيه غير فعاله في المجتمع العراقي الحالي. فدخول الحريه والديموقراطيه الى العراق وبغياب هذه الذاكرة المهمه نتجت الفوضى والضياع الحالي.

    • الاخ ابو وسام
      الذاكرة المجتمعية خلال فترة الثلاثين عاما التي سبقت 2003 تكاد تكون صفرا. الا المعنين بالأمر وعددهم قليل جدا. وهذا من اهم الدوافع التي تحفرين عن الكتابة عن الحلقة المفقودة. شكوى للمتابعةوالاصافة

  5. عزيزي محمد

    مقالة رائعة و سيرة مشرفة للدكتور مهدي العاني رحمه الله و للاساتذة الذين ساندوه ..لم يفكر اي منهم بالحزب او
    المنطقة او الدين والطائفةكما يحصل اليوم . كان الهدف تثبيت مبدأ عمل صحيح في المؤسسة التعليمية حتى لو ادى ذلك الى تعرض الأستاذ لموقف قد يعرضه للمسائلةوالعقوبة ، كنا نؤدي واجبنا تجاه الوطن والمجتمع
    والطالب وتجاه ضميرنا بامانة و اخلاص
    محبتي دائما

    • عزيزتي وزميلتي د. عاملة
      احسنت واختصرت لُب الموضوع والهدف من المقالة. المهم ان يعلم الجميع ان الحاضر ما هو إلا من زرع الماضي. ولكن في الماضي كان هناك من يسعى ولو بخطر معين للدفاع عن الغير خاصة لمن يستحقه مثل زميلنا المرحوم مهدي. تحيتي ومحبتي دائما

  6. مرحبا ابا عامر
    تحية طيبة لك. احي جهودك المضنية في توثيق وتحليل ما عشته من احداث وحوادث في حقبة مهمة من حقب التاريخ السياسي والمجتمع العراقي .
    لكي نتحرى اسباب انهيار تجاربنا السياسية وما لحق بها من انهيار لمنظومة اجتماعية واخلاقية وفكرية كانت تبدو قوية ومحمية.
    و كما اشرت انت لتخريب المؤسسة التربية والتعليمية كان على يد البعثيين الذين وضعوا حجر الاساس لاحتقار الاستاذ الجامعي والاستهتار بحياته وعلمه على حساب الحزب والسلطة والهيمنة على مفاصل المجتمع ورموزه العلمية والثقافية لكي يوجهوا في النهاية الاجيال ورسم مستقبل البلاد بالصورة رأيناها في حقب البعث وما تلاه من تخريب وتدمير وهيمنة جديدة لسلطة اخرى تعلمت من البعث وتفوقت عليه وهم تجار الدين والميليشيات وسقط المتاع وباعة ممن باع كرامته واخلاقه وشرفه.
    تحياتي ابا عامر ومعذرة لتأخري في التواصل معك ومع ما تكتبه لنا.
    شكرا مرة اخرى وامنياتي لك بوافر الصحة والعطاد والتواصل في مشروعاتك التوثيقيه لكي تطلع الاجيال على التاريخ غير الظاهر من جبل الجليد.
    تحياتي للعائلة.
    حيدر عودة

    • عزيزي ابو اثر المحترم
      ان هدف المقالة هو كما ذكرت ربط الحاضر بالماضي والترابط العضوي بينهما. للأسف الشديد فإن الذاكرة المجتمعية لما كان يحصل في الستينات والسبعينات والثمانينات مفقود كلياً لمن هم في عمر الأربعين او اقل. وان العنف قد تدرج في مجتمعنا حتى اصبح جزئاً طبيعياً من حياتنا اليومية. شكرا استاذ حيدر لأضافتك القيمة
      تحيات خالصة
      ابو عامر

  7. أحسنتم اخي العزيز في مقالتكم السلسة في أدبها و المصورة لمرحلة تاريخية ظالمة. و لنا ان نفخر بوجود امثالكم شموع الضياء التي كانت تنير شيء من ظلام الظلم الحالك حينها و من الشجعان الذين نجوا أو لم ينجوا من أمثال الاستاذ مهدي رحمه الله و كلنا راحلون.

    • اخي الكريم ابو كرار
      كنا نحاول ان نعيش كمجتمع دون تدخل الدولة. وكان الحرص المهني والحس الوطني هما الغالب على تصرفات جيلنا. وهذا ما يفتقده عراق اليوم للأسف الشديد. اما مجاماتك فهي اكيد من الأعتزاز بالأخوة اكثر مما استحقه، ولكنه وسام شرف سوف اضعه على صدري

  8. Reading your article, I could not help but wonder how a Progressive and a Baathist could work together across the isle, while in our current day America this would be unheard of between Republican and Democrat.

    • Dear Husam
      The answer is very simple. We were trying very hard to keep our nation in tact. The friendship had very strong meaning back then. Also, we were willing to take risk for a cause we believe in.
      Best regards

  9. قصتك مع الاستاذ العاني ومساعدتك له في مراقبة الصف لغرض الامتحان وكيف ان كشفك للطالب الذي كان يحاول الغش من الطالب الاخر وتحذيرك له اكثر من مرة ان ينتبه على ورقته فقط واخير تدخل العاني وطرده من الصف وخرج ما خرج من لسانه لحظة غضب او ثوران غير مقصود.من خلال دراستي المتوسطة من بعدها الاعدادية ونهاية تخرجي من معهد تكنولوجيا—طبعا هذه سنيين دراسية من بداية ثمانينات ونهاية تسعينيات
    كثيرا ما كنت اسمع او ما يحصل فعلا بين الاستاذ والطالب اثناء الحصة الدراسية او فترة امتحان قد يكون طالب محاولا الغش لغرض النجاح–وتلاحظ ان ان الاستاذ يمسكه في اخر لحظه متلبسا بغشه—-صراحة ان عشت سنوات دراسية من متوسطة الى نهاية دراستي في المعهد فعلا كانو استاذة اكفاء وتدريسين ويحملون بجد الثقافة والتثقيف في توصيل الطالب الى وتهيهيئته لعبور مرحلة الى مرحلة ثانية طبعا بجديةواعطاءه الدرجة التي يستحقها وكان الاستاذ في الوقت يلقب بالدولة والعلم كان له هيبةوشخصية وركيزةووقا ر
    لولكن الذي حصل بعد 2003 افضع وابشع للتدريسين مثلا يقوم الطالب بوضع السلاح على الرحلة واعطاءه اسئلة الامتحان وكان يجبر المراقب ان يساعده في حل اسئلة البكلوريا نعم هذا ما يحصل الان في العراق ياابا عامر مستغلا الطالب انتماءه الى احد الاحزاب الدينية او المتسلطة في الدولة لمجرد العبور من مرحلة الى مرحلة ثانية متجاهلا فهمه او عدم فهمه او هو هل يستحق العبور الى مرحلة ثانية اولا—فالذي اراءه من خلال قراءتي ان لا يوجد فرق بين الاتحاد الطلابي في زمان ذلك الوقت وفي هذا الوقت مجرد اختلاف التسميات–وان ما يحصل لقتل واغتيالات الهيئات التدريسية والتتثفية والعلماء والدكاترة والعسكريين عو لانهاء البلد من وادخاله في عالم الظلمات والجهل واخراج جيل جاهل وغير متعلم بالتالي يكون البلد منتهي ومخرب من كل الاتجاهات وهذا ما يحصل الان والقادم اكثر ابو علمر ومع الاسف
    وفعلا ترى الذي نقذ نفسه وهرب وهو الان يخدم في بلد المهجر كثير من الكفاءات نجدها في بلد الغربة ومع الاسف الشديدحديت طال واسف على الاطالة

    • عزيزي سامي
      اضافتك مهمة جدا لأنها تآزر ما احاول ان اعبر عنه. ربما ان الأستاذ مهدي مسك طالب بالغش في عام 2006 وللأسف لم اكن انا موجود. وكان هذا الطالب من مسلحي هذا الزمان. وبالتالي اغتاله بأسم الطائفية المقيته واضاع دم استاذ كفوء هدرا. الوطن يخسر كفاءاته وكادره المهني من وراء الصبيان والرجال التي بعقول الصبيان.
      تحياتي

  10. The story well said I remember the whole incident and I am sooo surprised with all the carriage you had at that criticical time and your onset believe amazing
    You still are love you

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You have successfully subscribed to the newsletter

There was an error while trying to send your request. Please try again.

أفكار حُـرة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي will use the information you provide on this form to be in touch with you and to provide updates and marketing.