رُعبٌ بين بغداد وبراغ

سفرة الى الصدور

 يا (أُم عوفٍ) ومايدريك ماخبأت                            لنا  المقاديرُ من عُقبى  ويدرينا

تداعيات المواصلات

عادل الشعرباف وذكريات البيت الأحمر

“البيت الأحمر” هو الأسم الذي اطلقناه على البيت الذي انتقلنا اليه في صيف عام 1961.  انتقلنا من شارع الهندي في محلة البوجمعة الى بيت اكبر منه في محلة البوشجاع في الكرادة الشرقية خارج. كان هذا البيت واسع جدا وذو حديقة كبيرة معتنى بها مملوءة باشجار البرتقال والنارنج مع قمرية عنب عامرة وتشكيلة كبيرة من انواع الورود مثل الراسقي والجوري وحلق السبع والقرنفل. كان البيت مصبوغاً من الخارج باللون الوردي والبوابة كبيرة وعالية جداً ومصبوغة باللون الأحمر، ولم يكن هذين اللونين يستخدمان بكثرة لهذا الغرض. والذي لا يعلم اننا مستأجرين ولسنا مالكين،  قد يظن اننا صبغناه لأن افكارنا حمراء!  مع ذلك لم نكن سعيدين تماما لأنتقالنا. وسبب لنا الأنتقال  رد فعل نفسي واجتماعي لي  ولاخوتي وحتى لوالدتي لأننا سكنا في شارع الهندي لمدة ستة سنوات ولنا العديد من الأصدقاء والجيران الذين كان من الصعب الأبتعاد عنهم. إلا انه كان لابد من الأنتقال لأحتياجنا لعدد اكبر من غرف النوم. 

انا وجدي في سينما النجوم

كان جدي ابا والدي الحاج علي اصغر من الطباخين الماهرين المعروفين في مدينة النجف الأشرف في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وكان طباخاً لموكب عزاء الترك في النجف لأن جذوره ترجع الى منطقة قزوين شمال شرق إيران، لذلك كان يتحدث اللغة التركية والأذربيجانية بطلاقة اضافة الى اللغة الفارسية والعربية. وكان ايضاً يملك مطعماً للكباب في احد الأزقة المتفرعة من السوق الكبير وهو السوق المسقف الكبير الذي يصل ما بين ميدان المدينة الرئيسي والعتبة العلوية لأمير المؤمنين (ع). ولذلك لُقب جدي في النجف بأسم (حجي علي كبابي). في موسم الحج كان جدي  طباخ حملات الحج التي كانت تبدأ رحلتها من النجف الأشرف الى مكة المكرمة عبر طريق عرعر البري الصحراوي. وكان عمي جعفر من السواق الماهرين الذين يعرفون الطريق الصحراوي لمكة المكرمة الذي معظمه غير مُعلم وغير مُبلط آن ذاك. وعليه كان عمي مالك سيارة النيرن التي يتم صناعتها بأكملها فيما عدا مقصورة السائق والماكنة والشاصي في ورشات النجف. اما مقصورة الركاب والكراسي والأنارة وكل المرافق الأخرى فكانت تصنع في النجف من قبل عمال ماهرين بضمنهم ابناء عمي جعفر ومنهم جبوري وعبودي ومكي الذين عملوا في مصنع عائلة ابو النواعير (المعروفة بصناعة بوديات دك النجف).

أحداث الثانوية الشرقية التي سبقت 8 شباط 1963

هذه المقالة عبارة عن ذكريات عاشها الكاتب مع زملائه في الأعوام 1962 و 1963 التي سبقت ردت 8 شباط 1963، وكيف ان فتوة في عمر المراهقة توقعت وحاولت منع نجاح الموآمرة الكبرى على العراق، بينما كان الكبار اما يتآمرون عليه،  أوينتظرون حدوث الكارثة دون تهيأة مناسبة لمقاومتها:

ذكريات تموزية

في صباح يوم الأثنين المصادف الرابع عشر من تموزعام 1958،  فتحنا الراديو واذا به يعزف المارشات العسكرية. وكان المذيع الذي عرفنا بعد ذلك انه العقيد عبد السلام عارف، يقرأ بيان رقم (1) متحدثا عن ان القوات المسلحة الوطنية قد اطاحت بالحكم الملكي وانه تمّ اعلان تأسيس الجمهورية العراقية. وكانت البيانات تقرأ من قبل عبد السلام عارف إلا انها صادرة وموقعة من قبل الزعيم الركن عبد الكريم قاسم بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة الوطنية. وعند سماع ذلك قال أبي انها اذاعة سرية للمعارضة وسرعان ما ستتوقف عن البث.

بس لا

بس لا

شباط 1963 : أسود يوم في تاريخ العراق

  شبا ط 1963  : أسود يوم في تاريخ العراق

الثمن الباهض للأحتجاج

قرر مجلس انصار السلام في العراق في صيف عام 1962 ان يؤيد الحركة العالمية التي كان يقودها الفيلسوف البريطاني “برتنارد روسل” رئيس مجلس السلم العالمي، للأحتجاج على التجارب النووية بشكل عام والتي تقوم بها امريكا في صحراء نيفادا الأمريكية آن ذاك بشكل خاص. وكان لحملة برتنارد روسل هدفين اساسين هما وقف سباق التسلح النووي من خلال ايقاف التجارب النووية التي يقوم بها الشرق والغرب ومما يسببه ذلك من تلوث بيئي مستديم، وكذلك منع خطر نشوب حرب نووية بين الأتحاد السوفيتي والغرب بقيادة الولايات المتحدة خاصة بعدما شاهد العالم أهوال وبشاعة هيروشيما وناكازاكي. كانت الأحتجاجات تجري بمنتهى السهولة والحرية في عموم اوربا الغربية وكندا واميركا، إلا ان الشباب العراقي الذي قرر المشاركة بهذه الحملة دفع ثمنها غالياً. وهذه هي القصة كما عايشتها:

You have successfully subscribed to the newsletter

There was an error while trying to send your request. Please try again.

أفكار حُـرة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي will use the information you provide on this form to be in touch with you and to provide updates and marketing.